تطور التعليم في السلطنة
ورقة
عمل عن تطور التعليم في السلطنة
Sat, 13 مارس 2010
في مؤتمر
التعليم الإلكتروني بجمهورية الهند
كتبها
ــ حمد بن عامر الحبسي
جاءت مشاركة الوفد العماني في مؤتمر التعليم الإلكتروني بجمهورية الهند والذي
نظمته المدرسة الأمريكية ببومباي خلال الفترة من 24 – 27 فبراير الماضي مميزة وناجحة
بكل المقاييس حيث جاءت مشاركة السلطنة في هذا المؤتمر بتقديم ورقة عمل عن التعليم بالسلطنة
ومراحل تطوره طوال السنوات الماضية وكذلك التعريف بالتعليم الإلكتروني بمدارس السلطنة
والشوط الطويل الذي قطعه في عمر النهضة المباركة ، مؤتمر التعليم الإلكتروني هو مؤتمر
سنوي يعنى بالتعليم الالكتروني وتطبيقاته المختلفة، حيث يستهدف هذا المؤتمر التربويين
والطلاب حول العالم الراغبون في فهم أدق لآلية تطبيق التعليم الالكتروني في المدارس
وقد شاركت عدة دول بالمؤتمر منها هونج كونج والصين وقطر ومصر وألمانيا وأمريكا والهند
بالإضافة إلى السلطنة وقد جاءت مشاركة السلطنة بوفد مكون من المعلمة سهام بنت سعيد
بن سليمان المسكرية معلمة بمدرسة سيح العافية للتعليم الأساسي بتعليمية شمال الشرقية
والمعلمة ثريا بنت خليفة بن عبد الله الغافرية معلمة بمدرسة بلاد الشهوم للتعليم الأساسي
بتعليمة الظاهرة وكذلك بمشاركة عدد من معلمي المدارس الدولية الخاصة في السلطنة ، وعن
هذه المشاركة حاورنا المعلمتين سهام وثريا للتعرف عن قرب عن المشاركة والاستفادة من
المؤتمر بشكل عام . بداية تقول سهام المسكرية عن طبيعة المؤتمر: المؤتمر خاص بالتعليم
الالكتروني وتطبيقاته تتنوع فعالياته بين الجانب النظري والعملي ويضم المعلمين والطلاب
كذلك حيث أن مشاركتنا في هذا المؤتمر تتمثل في حضور المحاضرات والحلقات والتفاعل معها
بإيجابية بالإضافة إلى تقديم ورقة عمل تتحدث عن التعليم في السلطنة من مراحله الأولى
حيث التعلم تحت الشجرة وفي المساجد إلى مصافحة العالم الخارجي باستخدام التقنية الميسرة
وانخراط الطالب العماني في مشاريع تربوية دولية هادفة وعن اختيارهم للمشاركة في هذا
المؤتمر تقول المسكرية: نحن أعضاء في شبكة الصف المسطح
(flat
classroom)ووصلتنا دعوة للمشاركة في المؤتمر وقد رحبت الوزارة بذلك ودعمتنا كثيرا
لهم كل الشكر والتقدير.
وعن طبيعة مشاركة الوفد العماني بالمؤتمر تقول ثريا الغافرية: لقد تضمنت مشاركتنا
كوفد عماني في المؤتمر بتقديم ورقة عمل تتحدث عن تطور التعليم في السلطنة من التعليم
تحت الشجرة قبل عصر النهضة إلى التعليم العالمي عن طريق شبكة المصادر التربوية العالمية
(الآيرن). حيث عرضت هذه الورقة خطوات تطور التعليم في عمان: كيف كان وكيف أصبح الآن
من خلال تفعيل المشاريع العالمية من مختلف مدارس السلطنة. وأيضا تناولت أهم إنجازات
السلطنة في التعليم مرورا بالتعليم الأساسي وتطبيق البوابة التعليمية وتضيف الغافرية
بالإضافة إلى ذلك كانت لنا مشاركة في ورقة عمل مشتركة بعنوان " التعليم العالمي
من خلال شبكة الآيرن" والتي تناولت أهم المشاريع التي قام بها الطلاب في المنطقة
والتي ساهمت في رقي التعليم في عمان بالإضافة إلى مشاركتنا في ورشة بعنوان " الصف
المفلطح" (The
Flat classroom Workshop ) والتي أيضا تعد من أهم حلقات العمل التي تقام سنويا في مختلف دول
العالم والتي تستضيف تربويين وطلبة من مختلف الدول وهي من حلقات العمل الجديرة بالاهتمام
والتي تستهدف الطلاب على الصعيد الأكبر لمساعدتهم على تنفيذ مشاريع تخدم البيئة المحلية
والعالمية. وأيضا تعد هذه الحلقة تطبيق فعلي لأدوات web0.2. حيث أضاف وجود الطلبة في نفس
حلقات العمل مع معلميهم طابعا مميزا لهذه الحلقات ، وأيضا تم خلالها زيارة عدد من المدارس
الهندية ومنها مدرسة (أسيما) التي أسستها امرأة هندية للأطفال المحتاجين والتي تقدم
جميع الخدمات للطلبة بالمجان.
وعن فعاليات المؤتمر خلال أيامه الأربع قالت سهام المسكرية : كانت فعاليات
المؤتمر ثرية وغنية بالمعلومات ففي اليوم الأول أقام مؤسس مشروع (Anytime Anywhere learning
foundation ) حلقة تعريفية للمشروع وجوانبه وأهدافه وآلية الاشتراك فيه أما اليوم
الثاني فكانت هناك زيارات للفصول الدراسية بالمدرسة الأمريكية ببومباي ومشاهدة مشاريع
الطلبة في تطبيقات التعليم الالكتروني حلقات نقاش منفصلة للأعضاء ذو المهن المتشابهة
، وأيضا تم افتتاح حلقة الصف المسطحFlat classroom باستخدام تقنية (web 2.0) والتي استمرت ثلاثة أيام كفعالية
موازية للمؤتمر في مساء نفس اليوم تم استضافة عدد من الخبراء في مجال التقنية حول العالم
لإلقاء محاضرات عن مواضيع ساخنة وأفكار تستحق النشر هذه الفعالية جاءت بالتعاون مع
TEDxASB وفي اليوم الثالث
قمنا بزيارة لمدارس هندية أخرى للتعرف على نظامها التعليمي وأقيمت ورش عمل مختلفة ومتعددة
حول استخدام التقنية في مجلات التعليم في المدرسة الأمريكية في بومباي وفي المساء أقيم
حفل عشاء لجميع المشاركين في المؤتمر أما اليوم الرابع والأخير فقد قام المشاركون في
المؤتمر من مختلف الدول بعرض تجاربهم في استخدام التعليم الالكتروني وعرض الطلاب والمعلمون
المشاركون في حلقة الصف المسطح نتاجاتهم وتم التصويت على أفضل المشاريع وأقيمت أمسية
ختامية في نهاية المؤتمر على أمل اللقاء في المؤتمر القادم .
وتقول ثريا الغافرية : التكنولوجيا هي لغة العصر الحديث وهي من أهم دوافع
التعلم، والتعليم في السلطنة قد خطى خطوات واسعة خلال الأعوام الماضية مما يجعل السلطنة
مهيأة لتدخل ميدان المنافسة على الصعيد العالمي وأيضا السلطنة تتمتع بكوادر مبدعة تستطيع
أن تبتكر في التعليم الإلكتروني بما يتناسب مع الطابع العماني والقدرات الطلابية ،
لقد كان لهذه التجربة دافع لنا لصقل معرفتنا وتجربتنا في التعلم الإلكتروني من خلال
الخبرات العالمية التي وجدت في المؤتمر. وكذلك ساعدت هذه التجربة في رسم خطة مستقبلية
في إيجاد بيئة تعليمية إلكترونية في السلطنة لقد تركت هذه المشاركة بصمة لا أنساها
لأنها غيرت الكثير من وجهة نظري ليس فقط في الجانب العلمي ولكن في الجانب الثقافي كذلك
حيث أن الاستفادة العلمية لا حصر لها وذلك من خلال حلقات العمل المختلفة كحلقة (The Flat classroom Workshop ) والزيارات
الصفية ومشاهدة أعمال الطلاب. وأيضا (تجربة الهند) فريدة من نوعها، حيث أن وسط المستوى
المادي المتدني والفقر توجد التكنولوجيا الحديثة ووسط التكنولوجيا الحديثة يوجد التواصل
مع العالم أجمع فهذه التجربة جمعت ثقافات متعددة تحت هدف واحد وهو: (تحديث التعليم
الإلكتروني ليشمل العالم بأسره) وأيضا من البصمات المميزة في هذه التجربة هو الشعور
بالفخر كممثل للسلطنة في الأفكار والعلم والنجاحات وككلمة أخيرة هناك دائما أبطال وراء
كل عمل ناجح ونجاح هذه المشاركة كان وراءها التأييد والمساعدة من منطقة الظاهرة بشكل
خاص ومن الوزارة بشكل عام وأخيرا أتمنى مشاركات عمانية أكبر في السنوات القادمة حيث
أن حضور مثل هذه المؤتمرات يساهم في إثراء التعليم الإلكتروني في السلطنة .
وعن مدى الاستفادة من هذه المشاركة تقول سهام المسكرية: الاستفادة كبيرة بلا
شك حيث تعرفنا على تطبيقات التعليم الالكتروني في الدول الأخرى وشاهدنا مثالا حيا لذلك
من خلال زياراتنا للصفوف الدراسية في المدرسة الأمريكية في بومباي والتي تعد رائدة
في استخدام التقنية في جميع المواد الدراسية فيوجد لكل طالب جهاز حاسب آلي محمول يؤدي
واجباته وأنشطته من خلاله وكذلك اطلعنا على نماذج من ملفات الطلاب الالكترونية وفي
حضورنا لحصة دراسية في المختبر شاهدنا تفاعل الطلاب الكبير في استخدام المجهر الالكتروني
والذي كان رائعا بحق حيث كانت هذه المشاركة كنافذة نستطلع منها على انجازات وتطبيقات
دول رائدة في التعليم الالكتروني ونتبادل معها خبرات ونتناقش في أفكار تربوية تقنية
عديدة باتت تشغل كل من يعمل في خضم الحقل التربوي في عمان ولاشك بأن هذه المشاركة فتحت
لنا أبوابا واسعة للعديد من المشاركات المستقبلية القادمة بما يعود بالنفع للارتقاء
بالعملية التعليمية في السلطنة بعونه تعالى. الجدير بالذكر أن المدرسة الأمريكية في
بومباي تعد رائدة في استخدام التقنية لخدمة المواد الدراسية في مختلف المراحل حيث طبقت
منذ بداية هذا العام الدراسي مشروع one to one والذي يقتضي بتوفير (حاسوب محمول) لكل طالب وجاء
هذا المؤتمر ليتيح للتربويين مجالا خصبا ومثالا متميزا للتعرف عن قرب على تطبيقات التعليم
الالكتروني وتبادل الخبرات بين الدول المشاركة
جريدة عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق