الخميس، 4 مارس 2010

تجارب بعض دول العالم في التعليم الإلكتروني


هناك عدد من دول العالم المتطور وحتى دول العالم الثالث قامت بتجارب رائدة في مجالتطبيق أنظمة مختلفة للتعليم الالكتروني بدأت باستخدام وسائل عرض مساعدة لتوضيح بعضالمفاهيم والتجارب وانتهت بطبيق أنظمة متطورة للتعليم عن بعد، وفيما يلي بعض هذهالتجارب:

تجارب الدول المتقدمة
التحول من الأنظمة التقليدية في مجالاتالحياة الى الحياة الرقمية يعتبر من أهم سمات المجتمع المتحضر، وهذا دليل على رقيهذه المجتمعات، والمتتبع لتطور الحياة الى العالم الرقمي يلحظ أن هذه المواضيع تحضىباهتمام الدول على أعلى مستوياتها ضمن تخطيط محكم لنشر مجالات المعلوماتية بكافةمناحي الحياة، وفيما يلي نستعرض تجارب بعض هذه الدول المتقدمة:
2-1 تجربة اليابان
بدأت تجربة اليابان في مجال التعليم الالكتروني في عام 1994بمشروع شبكة تلفازية تبث المواد الدراسية التعليمية بواسطة أشرطة فيديو للمدارس حسبالطلب من خلال (الكيبل) كخطوة اولى للتعليم عن بعد، وفي عام 1995 بدأ مشروع اليابان المعروف باسم "مشروع المائة مدرسة" حيث تم تجهيز المدارس بالانترنت بغرض تجريب وتطوير الانشطة الدراسية والبرمجيات التعليمية من خلال تلك الشبكة، وفي عام 1995 أعدت لجنة العمل الخاص بالسياسة التربوية في اليابان تقريراً لوزارة التربية والتعليم تقترح فيه أن تقوم الوزارة بتوفير نظام معلومات اقليمي لخدمة لتعليم مدىالحياة في كل مقاطعة يابانية، وكذلك توفير مركز للبرمجيات التعليمية اضافة الىانشاء مركز وطني للمعلومات، ووضعت اللجنة الخطط الخاصة بتدريب المعلمين واعضاءهيئات التعليم على هذه التقنية الجديدة وهذا ما دعمته ميزانية الحكومة اليابانيةللسنة المالية 1996/1997 حيث أقر اعداد مركز برمجيات لمكتبات تعليمية في كل مقاطعة ودعم البحث والتطوير في مجال البرمجيات التعليمية ودعم البحث العلمي الخاص بتقنياتالتعليم الجديدة وكذلك دعم كافة الانشطة المتعلقة بالتعليم عن بعد، وكذلك دعم توظيف شبكات الانترنت في المعاهد والكليات التربوية، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة منالتعليم الحديث، وتعد اليابان الآن من الدول التي تطبق أساليب التعليم الالكترونيالحديث بشكل رسمي في معظم المدارس اليابانية.

2-2 تجربة الولايات المتحدةالأمريكية
في دراسة علمية تمت عام 1993 تبين ان 98% من مدارس التعليم الابتدائي والثانوي في الولايات المتحدة لديها جهاز حاسب آلي لكل 9 طلاب، وفي الوقتالحاضر فان الحاسب متوفر في جميع المدارس الامريكية بنسبة (100%) بدون استثناء، وتعتبر تقنية المعلومات لدى صانعي القرار في الادارة الأمريكية من أهم ست قضايا فيالتعليم الامريكي، وفي عام 1995 اكملت جميع الولايات الامريكية خططها لتطبيقات الحاسب في مجال التعليم. وبدأت الولايات في سباق مع الزمن من أجل تطبيق منهجية التعليم عن بعد وتوظيفها في مدارسها، واهتمت بعملية تدريب المعلمين لمساعدة زملائهم ومساعدة الطلاب ايضاً، وتوفير البنية التحتية الخاصة بالعملية من اجهزة حاسب آلي وشبكات تربط المدارس مع بعضها اضافة الى برمجيات تعليمية فعالة كي تصبح جزءً من المنهج الدراسي، ويمكننا القول ان ادخال الحاسب في التعليم وتطبيقاته لم تعد خطة وطنية بل هي أساس في المناهج التعليمية كافة.

2-3التجربة الماليزية
في عام 1996م وضعت لجنة التطوير الشامل الماليزية للدولة خطة تقنية شاملة تجعل البلاد في مصاف الدول المتقدمة وقد رمز لهذه الخطة (Vision 2020) ، بينما رمز للتعليم في هذه الخطة (The Education Act 1996) . ومن أهم أهداف هذه الخطة إدخالالحاسب الآلي والارتباط بشبكة الإنترنت في كل فصل دراسي من فصول المدارس. وكان يتوقع أن تكتمل هذه الخطة (المتعلقة بالتعليم) قبل حلول عام 2000م لولا الهزة الاقتصادية التي حلت بالبلاد في عام 1997م. ومع ذلك فقد بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الإنترنت في ديسمبر 1999م أكثر من 90% ، وفي الفصول الدراسية 45%. وتسمىالمدارس الماليزية التي تطبق التقنية في الفصول الدراسية " المدارس الذكية" (Smart Schools) ، وتهدف ماليزيا إلى تعميم هذا النوع من المدارس في جميع أرجاء البلادأما فيما يتعلق بالبنية التحتية فقد تم ربط جميع مدارس وجامعات ماليزيا بعمود فقري من شبكة الألياف البصرية السريعة والتي تسمح بنقل حزم المعلومات الكبيرة لخدمة نقلالوسائط المتعددة والفيديو

2-4 التجربة الأسترالية:
يوجد فياستراليا عدد من وزارات التربية والتعليم، ففي كل ولاية وزارة مستقلة، ولذا فالانخراط في مجال التقنية متفاوت من ولاية لأخرى. والتجربة الفريدة في استراليا هي في ولاية فكتوريا، حيث وضعت وزارة التربية والتعليم الفكتورية خطة لتطويرالتعليم وإدخال التقنية في عام 1996م على أن تنتهي هذه الخطة في نهاية عام 1999مبعد أن يتم ربط جميع مدارس الولاية بشبكة الإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية، وقدتم ذلك بالفعل. اتخذت ولاية فكتوريا إجراءً فريداً لم يسبقها أحد فيه حيث عمدت إلى إجبار المعلمين الذين لا يرغبون في التعامل مع الحاسب الآلي على التقاعد المبكر وترك العمل. وبهذا تم فعليا تقاعد 24 % من تعداد المعلمين واستبدالهم بآخرين. تعد تجربة ولاية فكتوريا من التجارب الفريدة على المستوى العالمي من حيث السرعة والشمولية. وأصبحت التقنية متوفرة في كل فصل دراسي، وقد أشاد بتجربتها الكثيرون ومنهم رئيس شركة مايكروسوفت (بل غيتس) عندما قام بزيارة خاصة لها. وتهدف وزارةالتربية الأسترالية - بحلول عام 2001 م إلى تطبيق خطة تقنيات التعليم في جميعالمدارس بحيث يصبح المديرون والموظفون!
والطلاب قادرين على : 
• إمكانيةاستخدام أجهزة الحاسب الآلي والإستفادة من العديد من التطبيقات وعناصر المناهج المختلفة.
• الاستخدام الدائم والمؤهل في تقنيات التعليم وذلك في أنشطة الحياة العادية ، وفي البرامج المدرسية كذلك
• تطوير مهاراتهم في مجال استعمالالعديد من تقنيات التعليم.
وبينما يمكن (91%) من المدارس الدخول إلى شبكةالإنترنيت فإن (80%) من المدارس تستخدم في الوقت الحالي شبكة محليةداخلية.

تجارب دول الخليج
وضعت دول الخليج العربي ممثلة بوزارات التربية والتعليم خططاً لدمج التقنية بالتعليم، وفيما يلي نستعرض الجهود المبذولة في دولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في هذا المجال:
2-5 تجربةدولة الامارات العربية المتحدة
تبنت وزارة التربية والتعليم والشباب مشروع تطوير مناهج لتعليم مادة الحاسب الآلي بالمرحلة الثانوية وقد بدأ تطبيق هذا المشروععام 1989/1990 وقد شمل في البداية الصف الأول والثاني الثانوي، وكان المشروع قد بدأ بإعداد منهج للصف الأول الثانوي وتجريبه باختيار مدرستين بكل منطقة تعليمية احداهما للبنين والأخرى للبنات، وفي العام التالي تم تعميم التجربة لتشمل كافة المدارسالثانوية في الدولة
ولقيت هذه التجربة قبولاً من قبل الطلاب وأولياء الأمور فضلاً عن الأهداف التي حددتها الوزارة فقد أسفرت التجربة عن النتائج التالية:
ولَدت التجربة وعياً لدى أولياء الامور نحو أهمية الحاسب في الحياة المعاصرة.
شجعت التجربة معلمي المواد الاخرى على تعلم الحاسب الآلي.
ولدت لدى الادارة المدرسية الرغبة في استخدام الحاسب في مجالات الادارة المدرسية مما جعل الوزارة تتجه نحو ادخال الحاسب في مجالات الادارة المدرسية.
جعلت التجربة معلمي المواد الاخرى ينظرون الى استخدام الحاسب كوسيط تعليمي لهذه المواد.
وبعد ذلك وفي ضوءهذه التجارب تم اعتماد تدريس الحاسب في المرحلة الاعدادية وتم طرح كتاب مهارات استخدام الحاسب ضمن مادة المهارات الحياتية للصفين الأول والثاني الثانوي.
وقد حُددت أهداف ومجالات استخدام التقنيات التربوية في التعليم في الدولة في ضوء أحدثالمفاهيم التربوية المطروحة لتوظيف التحديات التربوية في عملية التعليم، ويتضح ذلك في السياسة التعليمية للوزراة والخطط المستقبلية المنبثقة عن رؤية التعليم حتى عام 2020 وفي وثائق المناهج المطورة، وتتمثل هذه الأهداف في:
1- تحسين وتطوير عمليتيالتعليم والتعلم في مناهج التعليم العام.
2- اعداد الطلاب للتعامل بكفاءة مع عصرالمعلومات وذلك باكسابهم المهارات المتصلة بالتعليم الذاتي واستخدام الحاسب وشبكات الاتصال للوصول الى مصادر المعلومات الالكترونية المحلية والدولية.
3- تطوير شبكة اتصال معلوماتي فيما بين الوزارة والمناطق التعليمية والمدارس لمساعدة مراكزاتخاذ القرار في الوصول بسرعة الى مختلف انماط المعلومات المتصلة بالطلاب والمعلمين والهيئات الاشرافية والادارية وغيرها.
4- تطوير عمليات تدريب للمعلمين إثناءالخدمة وإكسابهم الكفاءات التعليمية المطلوبة لتنفيذ المناهج الجديدة 
والمطورة، وذلك بإنشاء المراكز التدريبية في كل منطقة تعليمية.
5- تطوير عمليات التقويم وذلك بإنشاء بنوك الأسئلة لكل مادة من المواد الدراسية والتوسع في استخدامالاختبارات الالكترونية.
2-6 تجربة سلطنة عمان
قامت وزارة التربية والتعليم في السلطنة في إطار تطوير التعليم بإعداد خطة شاملة وطموحة تسعى من خلالهاالى الانسجام مع المتطلبات التنموية للسلطنة، وقد نصت على تطبيق نظام التعليم الأساسي الذي يتكون من مرحلتين الأولى للتعليم الأساسي ومدتها 10 سنوات تقسم إلىحلقتين الأولى (1-4) والحلقة الثانية (5-10)، والثانية هي المرحلة الثانوية ومدتها سنتان.
وسعت الوزارة الى ادخال الحاسب الآلي في مراكز مصادر التعلم بمدارسالتعليم الأساسي لتحقيق الأهداف التالية:
1- اعتبار مرحلة التعليم الاساسي القاعدة الأساسية التي سوف يرتكز عليها إدخال الحاسب الى المدارس.
2- اكساب الطلبة مهارات التعامل مع الحاسب.
3- توفير برمجيات حاسوبية تستخدم الوسائطالمتعددة تساعد على تنمية قدرات الطالب العقلية وتحتوي على كم هائل من العلوم والمعارف.
4- تنمية مهارة حب الاستطلاع والبحث والتعلم الذاتي والاعتماد علىالنفس في الحصول على المعلومات من مصادرها المختلفة.
وقد اصدر معالي وزيرالتربية والتعليم قراراً بتشكيل لجنة من ذوي الاختصاص في جامعة السلطان قابوس ووزارة التربية والتعليم لوضع مناهج مادة تقنية المعلومات لمرحلة التعليم الاساسي (الحلقة الأولى للصفوف (1-4) لتقوم بالمهام التالية:
تحديد المرتكزات الفكرية لمناهج تقنية المعلومات (الأسس والمرتكزات).
دراسة الأهداف العامة من أجل اشتقاق الأهداف الإجرائية وتحليلها.
مصفوفة المدى والتتابع لمادة تقنية المعلومات.
وضع وحدات مناهج تقنية المعلومات لكل صف من الصفوف (1-4كتاب واحد لكل صف يشمل جزأين لكل فصل دراسي جزء.
تحقيق التكامل الرأسيوالأفقي بين هذه الوحدات.
ربط مناهج تقنية المعلومات بمناهج الموادالدراسية الاخرى.
اقتراح أسس لاستمرارية تحديث وتقويم مناهج تقنية المعلومات.
وبدا التطبيق الفعلي من العام الدراسي 1998/1999 بإنشاء 17 مدرسة تعليم اساسي (1-4) على مستوى السلطنة، أعقب ذلك افتتاح 25 مدرسة في العام التالي 1999/2000. وجرى افتتاح 58 مدرسة في العام 2000/2001 وهي فكرة رائدة تعمل الوزارةعلى تطبيقها تدريجياً، وخصصت ميزانية كبيرة لانجاحها، وتتوفر لهذه المدارسالامكانية اللازمة لعملية تعليمية ناجحة وفق اهداف التطوير.

وقد تم انشاء مراكزمصادر التعلم في كل مدرسة من مدارس التعليم الاساسي في السلطنة وتم تزويدها بأحدثالأجهزة التعليمية والتكنولوجية خاصة الحاسب الآلي، وهذ ما دعا الى زيادة تفاعلطلبة مدارس التعليم الأساسي مع التطوير التكنولوجي الذي لا يمكن تجاهله ايماناً منالوزارة بضرورة تنشئة جيل قادر على التعامل مع التقنيات الحديثة بشكل يتناسب وحجمالتطور الذي يشهده العالم.

ليست هناك تعليقات: